
ويقسم الأدلاء إلى فئتين: الدليل المرافق الذي يقوم بمرافقة وإرشاد السياح والمسافرين، على أن يتمتع بمعرفة تامة بالطرق ومراحل الجولات السياحية والمعالم الأثرية والتاريخية. أما الفئة الثانية، فهو الدليل المحلي الذي يقوم بأعماله في المتاحف والمعالم الأثرية والطبيعية، ولا يمكنه القيام بعمله إلا في أماكن معينة على أن يتمتع بمؤهلات ومعرفة تامة ودقيقة بمعالم أثرية وتاريخية محددة.
تستمر مهنة "الدليل السياحي" في العالم العربي رغم التحديات التكنولوجية (بيكسل)
وسلط السيد الضوء على معوقات أخرى قد تزيد فرص الاعتماد على التطبيقات الذكية، مثل نقص أعداد المرشدين السياحيين الذين يتقنون اللغات النادرة، وعدم توفر مراكز ثقافية لهذه اللغات في مصر، إضافة إلى عدم تدريسها في الجامعات بصورة تؤهلها لسوق العمل.
ويضيف "لولا وجود برنامج "أردننا جنة" للسياحة الداخلية لكان حال مهنتنا اليوم أكثر سوءاً".
ويشكو حواط من صفحات تنظم رحلات أو جولات من قبل أشخاص غير مرخصين ولا يمتلكون الخبرة أو المعرفة، وقد يعرضون المشاركين للخطر، على سبيل المثال، تحتاج رياضة المشي والهايكنغ إلى أدلاء وخبراء في المسارات وجغرافيا المناطق، وتنظيم رحلات إلى مناطق وعرة من شأنه إلحاق الأذى بالسياح إن كانوا مع غير متخصصين أو أن يعلقوا ويتوهوا في الأحراج والوديان.
بدأت حينها حقبة الإعداد والتعليم ولم تعد تقتصر مهمة المرشد والدليل السياحي على كشف الطرق وإنما تجاوزتها إلى وظيفة تربوية تعليمية. إذ يلتزم بإبراز الأبعاد الحضارية للمواقع التراثية والأثرية، وإيضاح نور الامارات السياق التاريخي لازدهار واندثار بعض الحضارات، ناهيك بإبراز أهمية الأعمال الفنية ومزاياها والمدارس التي تنتمي إليها.
لكن هذه التكنولوجيا المتهمة اليوم بأنها باتت تشكل تهديداً لمهنة الدليل السياحي، قد تمثل في الوقت ذاته طوق نجاة لآخرين، فثمة تطبيقات باتت تشكل دليلاً للسياح لاختيار المرشد الذي يناسبهم ويقدم لهم الخدمة الأمثل.
عليك السلام ياسلطان التواضع والإتزان (سليمان بن عبدالعزيز السلطان رحمه الله)
شهدت مهنة الدليل السياحي في تونس منذ أعوام، أزمات أسهمت في تقلص عددهم. ومن أبرز أسباب هذا التراجع الوضع المادي والاجتماعي باعتبارها مهنة موسمية، إضافة إلى الأحداث التي مرت بها البلاد في العشرية الأخيرة، مثل العمليات الإرهابية وانتشار فيروس كورونا.
سياح أجانب بمدينة تارودانت المغربية (وكالة الأنباء الرسمية)
الدليل السياحي والتطبيقات الإلكترونية... طوق نجاة أم اختناق؟
طاول التقدم التكنولوجي كل مناحي الحياة تقريباً، وأصبح مهدداً لاستمرار العديد من الوظائف من بينها وظيفة الدليل السياحي في الأردن والتي تعاني منذ سنوات من تراجع بسبب ضعف المواسم السياحية الإمارات والظرف الجيوسياسي في المنطقة.
عن الموقع
وبات السائح المحلي وحتى الأجنبي يتأرجح بين اللجوء إلى الدليل السياحي الذي يتكفل بإرشاده إلى المناطق السياحية المرغوبة وجميع المعطيات الخاصة بها، وبين التطبيقات الإلكترونية الذكية التي توفر خدمة التعرف من كثب على المناطق السياحية وما تتوافر عليه من فنادق ومنازل الضيافة والشقق المفروشة وغيرها من الخدمات السياحية.